السلطان محمد الفاتح (1432 _ 1481) .
من هو محمد الفاتح ؟
محمد الفاتح هو سابع سلاطين الدولة العثمانية ، ويعد من أعظم سلاطينها ففي عهده حدثت المزيد من الفتوحات واتسعت رقعة أراضي الدولة العثمانية ، ومن اشهر هذه الفتوحات فتح القسطنطينية التي كانت عاصمة الدولة البيزنطية .
ولد محمد الفاتح في 30/اذار / 1432 في مدينة أدرنة التي كانت عاصمة الدولة العثمانية انذاك ، والده السلطان مراد الثاني ، وأمهاسمها خديجة خاتون.
اعتلى العرش مرتين في الدولة العثمانية المرة الاولى كان مايزال فتى قاصرا مابين عامي (1444_ 1446) بعد وفاة أخيه الأكبر واعتزال ابيه مراد الثاني للحكم ، والمرة الثانية ( 1451 _ 1481) بعد وفاة والده .
وأهم ما يميز فترة حكم محمد الفاتح كثرة الفتوحات التي حدثت في عهده ، والتي من أهمها في عهده بل عهد الدولة العثمانية كلها فتح القسطنطينية (إسطنبول حاليا) ، حيث كان السلطان محمد يعي أهمية فتحالفسطنطينية نظرا لأنها كانت عاصمة الدولة البيزنطية الموجه الاول للحملات الصليبية علىانحاء متفرقة من بلاد العالم الاسلامي .
ففي مايو من عام 1453 حاصر السلطان محمد القسطنطينية في محاولة منه لفتحها ، وكان المسلمون قد حاولوا فتح المدينة من قبل مرات عديدة ، أولها في العصرالراشدي ثم العصر الأموي ، حيث استشهد عدد من الصحابة أثناء محاولة المسلمين فتح المدينة ومن أبرزهم أبو أيوب الأنصاري _رضي الله عنه _ وكان عدد جيش السلطان الفاتح في ذلك الوقت حوالي 265 الفا من الجنود بالاضافة الى المدافع ؛ لتساعد على تخطي اسوار المدينة المنيعة .
وعند دخول الفاتح الى المدينة قام بتغيير اسمها من القسطنطينية ( تيمنا بقسطنطين القائد البيزنطي) الى اسلامبول او اسطنبول والتي تعني بالتركية العثمانية مدينة الاسلام .
وقد اختلف المؤرخون إذا ما كان فتح اسطنبول الذي تم على يد السلطان محمد الفاتح هو المقصود في قوله صلى الله عليه وسلم : ” لتفتحن القسطنطينية ، فلنعم الأمير أميرها ،ولنعم الجيش ذلك الجيش ” ، فيما قال البعض أن المقصود من هذا الحديث ليس فتح الفاتح للقسطنطينية .
وبعد الفتح امر السلطان بتحويل كنيسة ايا صوفيا الى مسجد وبناء مسجد في المكان الذي دفن فيه الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري ثم قرر ان يتم نقل عاصمة الدولة العثمانية من ادرنة الى اسطنبول التي تم فتحها على يد السلطان محمد الثاني .
ولم تتوقف الفتوحات التي قادها السلطان محمد بعد فتح القسطنطينية ، بل اتجه لإكمال الفتوحات في بلاد البلقان ففتح بلاد الصرب ،وبلاد الافلاق ورومانيا والبوسنة والهرسك وفتح طرابزون في اسيا الصغرى .
ثم اتجهت أنظار هذا القائد الشاب الطموح الى روما التي كان يريد فتحها فأعد العدة لذلك ، ونجح في السيطرة على قلعة ” اوترانت” ، وكان السلطان محمد ينوي اتخاذ هذه المدينة قاعدة له لمهاجمة روما الا ان الوفاة قد عاجلته قبل تحقيق حلمه في فتح روما .
وقد اختلف المؤرخون ايضا في سبب وفاة الفاتح ، ففيما ذهب بعض المؤرخين أن الفاتح قد توقي متأثرا بمرض النقرس ، بينما قال اّخرون ان السبب هو السم الذي اتهم طبيبه يهودي الديانة والذي عرف فيما بعد انه كان عميلا للبنادقة بدسه له الى جانب الاهمال الطبي الذي كان واضحا
وايا كان السبب الحقيقي لوفاة السلطان محمد الفاتح ، فالجدير بالذكر هنا ان خبر وفاته وصل الى اوروبا بعد ستة عشر يوما وكان فحوى الخبر جملة واحدة : ” مات العقاب الكبير ” ، احتفلت الكنائس في اوروبا على اثرها بقرع الاجراس لمدة ثلاثة ايام بلياليها .
الحدود التي وصلتها امبرطوريتنا لن تصلها حتى احلامكم
اننا لا نذهب لفتح الاراضي ولكننا نذهب لفتح القلوب
عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر
يا إسطنبول إما أن اّخذك أنا وإما أن تاخذيني أنت ولا مجال للفراق بيننا
لو علمت شعرة من لحيتي ما أريد أن أفعل لقطعتها