ابو الطيب المتنبي Al-Mutanabbi

ابو الطيب المتنبي ( 303 ه _ 354 ه / 915 م _ 965م) :
أبو الطيب المتنبي هو شاعر من أعظم شعراء العربية على مر العصور ، كما كان من أجزلهم لغة ومن أكثرهم معرفة بقواعد اللغة العربية ونحوها وبلاغتها .
ولد الشاعر أبو الطيب المتنبي في سنة 303 للهجرة / الموافق سنة 915 للميلاد في قبيلة كندة في الكوفة ، اسمه أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي ، وقد ذكر أن نسبه الى قبيلة كندة بسبب مولده فيها وليس لأنه من قبيلة كندة .
عرف بذكائه الحاد وعبقريته اللغوية وهو ما استفاد منه إلى حد كبير في نظم الشعر فيما بعد ، قال أولى قصائده وهو مايزال صبيا في التاسعة من العمر .
كانت نشاة المتنبي في زمن بدأت فيه الدولة العباسية تفقد قوتها وتتفكك ، وبدأت دويلات صغيرة في نفس الوقت بالظهور ،لتوازي سلطتها سلطة الخلافة في بغداد مثل الدولة الاخشيدية في مصر ،والدولة الحمدانية في حلب ، وغيرها من الدويلات الصغيرة .
ووسط هذا العالم الذي تغذيه الكثير من الصراعات نشا شاعرنا ، وسرعان ما بحث كثيرا عن ارض يحط فيها رحاله فوصل إلى أنطاكية ( تركيا حاليا) وأقام عند ابن عم سيف الدولة الحمداني .سنة 336 للهجرة ، ثم اتصل مع امير حلب سيف الدولة الحمداني عام 337للهجرة، لتبدأ مرحلة جديدة في حياته على الصعيدين : الشخصي والشعري .
وما لبث المتنبي أن أصبح من أهم شعراء بلاط سيف الدولة الحمداني ، ونشأت صداقة بين الامير والشاعر فيها الكثير من المودة والاحترام، إلا أنها كانت موضع غيرة وحسد من كثيرين ممن كانوا في بلاط سيف الدولة الحمداني .
وظل الشاعر يعيش حياة رغيدة وكانت هذه الفترة ، التي ظن شاعرنا أنه وصل إلى بر الأمان والأرض، التي كان يبحث عنها ، واستمر في البحث عن المجد ،وقد راى كثيرون ممن كانوا حوله في البلاط أنه شخص متكبر أخذ أكثر مما يستحقه وتميز عن غيره بما أخذه من الحظوة .
أحس الشاعر المتنبي ان الامير سيف الدولة الحمداني قد تغير اتجاهه ، وقد بدأ بعض الكلام يصل الى الشاعر بأن الأمير غير راض عنه، فغادر حلب مع أن سيف الدولة لم يطلب ذلك منه .
بعد مغادرة حلب اتجه إلى مصر وفتح صفحة جديدة في تاريخه لشعري إلا أبا الطيب لم يتغير فقد بقي فخورا بنفسه ، يصف نفسه وفخره بها خلال قصائد المديح التي يكتبها للملوك والأمراء .
وفي مصر مدح كافورا الإخشيدي وابا شجاع ، وبقي في مصر يتحين الفرصة حتى يصعد سلم المجد هناك ، الا أنه ومع الوقت بدأ كافور الإخشيدي يتوجس من افتخاره بنفسه ومدحه لها خيفة ،وسرعان ما انقلب مدح الشاعر لكافور الإخشيدي هجاء فقد قال في بيت من اشهر ما قيل على لسانه في قصيدة طويلة :
نامت نواطير مصر عن ثعالبها فما بشمن وما تفنى العناقيد
وقال في موضع اخر :
لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد
ثم خرج من مصر الى بغداد في يوم عيد النحر سنة 350 للهجرة فقال قصيدته المشهورة التي يبين فيها مرارة العيد :
عيد بأية حال عدت ياعيد أفيما مضى أم بأمر فيه تجديد
أما الأحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيدا دونها بيد
ولم يزر مصر وبغداد وحلب فقط بل مر ببلاد الشام وفارس حيث مدح ابن العميد وعضد الدولة البويهي في شيراز .
من الأغراض المشهورة للشعر الذي كان المتنبي يكتبه المدح والفخر إلى جانب الوصف وخاصة وصف المعارك ، هذا الى جانب وجود قصائد هجاء واشهرها قصائده في هجاء كافور الإخشيدي، وبعض الأشعار التي تجلت فيها الحكمة .
وفي سنة 354 للهجرة الموافق 965 للميلاد قتله فاتك بن أبي جهل الأسدي مع ابنه محمد وغلامه مفلح بعد قصيدة هجاء قالها بحقه في منطقة النعمانية في العراق .

الحياة

ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت غلى عينه حتى يرى صدقها كذبا

الفخر

انا الذي نظر الاعمى الى ادبي واسمعت كلماتي من به صمم

العمل

بقدر الكد تكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي

الأدب

اعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب

الأخلاق

ولم ار في عيوب الناس شيئا كنقص القادرين على التمام

الموت

اذا لم يكن من الموت بد فمن العجز ان تموت جبانا

الفخر

الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم

الطموح

اذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم

الطموح

اذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام

الحياة

اظمتني الدنيا فلما جئتها مستسقيا مطرت علي المصائب

الأدب

لكل داء دواء يستطب به الا الحماقة اعيت من يداويها

الموت

من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الاسباب والموت واحد